كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


أجر‏:‏ الأَجْرُ‏:‏ الجزاء على العمل، والجمع أُجور‏.‏ والإِجارَة‏:‏ من أَجَر

يَأْجِرُ، وهو ما أَعطيت من أَجْر في عمل‏.‏ والأَجْر‏:‏ الثواب؛ وقد أَجَرَه الله يأْجُرُه ويأْجِرُه أَجْراً وآجَرَه الله إِيجاراً‏.‏

وأْتَجَرَ الرجلُ‏:‏ تصدّق وطلب الأَجر‏.‏ وفي الحديث في الأَضاحي‏:‏ كُلُوا

وادَّخِرُوا وأْتَجِروا أَي تصدّقوا طالبن لِلأَجْرِ بذلك‏.‏ قال‏:‏ ولا يجوز

فيه اتَّجِروا بالإِدغام لأَن الهمزة لا تدغم في التاء لأَنَّه من الأَجر

لا من التجارة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد أَجازه الهروي في كتابه واستشهد

عليه بقوله في الحديث الآخر‏:‏ إنّ رجلاً دخل المسجد وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاتَه فقال‏:‏ من يَتّجِر يقوم فيصلي معه، قال‏:‏ والرواية

إِنما هي يأْتَجِر، فإِن صح فيها يتجر فيكون من التجارة لا من الأَجر كأَنه

بصلاته معه قد حصَّل لنفسه تِجارة أَي مَكْسَباً؛ ومنه حديث الزكاة‏:‏ ومن أَعطاها مُؤْتَجِراً بها‏.‏

وفي حديث أُم سلمة‏:‏ آجَرَني الله في مصيبتي وأَخْلف لي خَيْراً منها؛ آجَرَه يُؤْجِرُه إِذا أَثابه وأَعطاه الأَجر والجزاء، وكذلك أَجَرَه

يَأْجُرُه ويأْجِرُه، والأَمر منهما آجِرْني وأْجُرْني‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وآتيناه

أَجْرَه في الدنيا؛ قيل‏:‏ هو الذِّكْر الحسن، وقيل‏:‏ معناه أَنه ليس من أُمة من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس إلا وهم يعظمون إِبراهيم، على

نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل‏:‏ أَجْرُه في الدنيا كونُ الأَنبياء من ولده، وقيل‏:‏ أَجْرُه الولدُ الصالح‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فبشره بمغفرة وأَجْر

كريم؛ الأَجر الكريمُ‏:‏ الجنةُ‏.‏

وأَجَرَ المملوكَ يأْجُرُه أَجراً، فهو مأْجور، وآجره، يؤجره إِيجاراً

ومؤاجَرَةً، وكلٌّ حسَنٌ من كلام العرب؛ وآجرت عبدي أُوجِرُه إِيجاراً، فهو مُؤْجَرٌ‏.‏ وأَجْرُ المرأَة‏:‏ مَهْرُها؛ وفي التنزيل‏:‏ يا أَيها النبي

إِنا أَحللنا لك أَزواجك اللاتي آتيت أُجورهنّ‏.‏ وآجرتِ الأَمَةُ البَغِيَّةُ

نفسَها مؤاجَرَةً‏:‏ أَباحَت نفسَها بأَجْرٍ؛ وآجر الإِنسانَ واستأْجره‏.‏

والأَجيرُ‏:‏ المستأْجَرُ، وجمعه أُجَراءُ؛ وأَنشد أَبو حنيفة‏:‏

وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فيه، إِذا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابا

والاسم منه‏:‏ الإِجارةُ‏.‏ والأُجْرَةُ‏:‏ الكراء‏.‏ تقول‏:‏ استأْجرتُ الرجلَ، فهو يأْجُرُني ثمانيَ حِجَجٍ أَي يصير أَجيري‏.‏ وأُتْجَرَ عليه بكذا‏:‏ من الأُجرة؛ وقال أَبو دَهْبَلٍ الجُمحِي، والصحيح أَنه لمحمد بن بشير

الخارجي‏:‏يا أَحْسنَ الناسِ، إِلاّ أَنّ نائلَها، قِدْماً لمن يَرْتَجي معروفها، عَسِرُ

وإِنما دَلُّها سِحْرٌ تَصيدُ به، وإِنما قَلْبُها للمشتكي حَجَرُ

هل تَذْكُريني‏؟‏ ولمَّا أَنْسَ عهدكُمُ، وقدْ يَدومَ لعهد الخُلَّةِ الذِّكَرُ

قَوْلي، ورَكْبُكِ قد مالت عمائمهُمُ، وقد سقاهم بكَأْس النَّومَةِ السهرُ‏:‏

يا لَيْت أَني بأَثوابي وراحلتي

عبدٌ لأَهلِكِ، هذا الشهرَ، مُؤْتَجَرُ

إن كان ذا قَدَراً يُعطِيكِ نافلةً

منَّا ويَحْرِمُنا، ما أَنْصَفَ القَدَرُ

جِنِّيَّةٌ، أَوْ لَها جِنٌّ يُعَلِّمُها، ترمي القلوبَ بقوسٍ ما لها وَتَرُ

قوله‏:‏ يا ليت أَني بأَثوابي وراحلتي أَي مع أَثوابي‏.‏ وآجرته الدارَ‏:‏

أَكريتُها، والعامة تقول وأَجرْتُه‏.‏ والأُجْرَةُ والإِجارَةُ والأُجارة‏:‏ ما

أَعْطيتَ من أَجرٍ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأُرى ثعلباً حكى فيه الأَجارة، بالفتح‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ على أَن تأْجُرني ثماني حِجَجٍ؛ قال الفرّاءُ‏:‏

يقول أَن تَجْعَلَ ثوابي أَن ترعى عليَّ غَنمي ثماني حِجَج؛ وروى يونس‏:‏

معناها على أَن تُثِبَني على الإِجارة؛ ومن ذلك قول العرب‏:‏ آجركَ اللهُ أَي

أَثابك الله‏.‏ وقال الزجاج في قوله‏:‏ قالت إحداهما يا أَبَتِ استأْجِرْهُ؛ أَي اتخذه أَجيراً؛ إِن خيرَ مَن اسْتأْجرتَ القَويُّ الأَمينُ؛ أَي خيرَ

من استعملت مَنْ قَوِيَ على عَمَلِكَ وأَدَّى الأَمانة‏.‏ قال وقوله‏:‏ على

أَن تأْجُرَني ثمانيَ حِجَج أَي تكون أَجيراً لي‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال أُجِرَ

فلانٌ خمسةً من وَلَدِه أَي ماتوا فصاروا أَجْرَهُ‏.‏

وأَجِرَتْ يدُه تأْجُر وتَأْجِرُ أَجْراً وإِجاراً وأُجوراً‏:‏ جُبِرَتْ

على غير استواء فبقي لها عَثْمٌ، وهو مَشَشٌ كهيئة الورم فيه أَوَدٌ؛ وآجَرَها هو وآجَرْتُها أَنا إِيجاراً‏.‏ الجوهري‏:‏ أَجَرَ العظمُ يأْجُر

ويأْجِرُ أَجْراً وأُجوراً أَي برئَ على عَثْمٍ‏.‏ وقد أُجِرَتْ يدُه أَي

جُبِرَتْ، وآجَرَها اللهُ أَي جبرها على عَثْمٍ‏.‏ وفي حديث ديَة التَّرْقُوَةِ‏:‏

إِذا كُسِرَت بَعيرانِ، فإِن كان فيها أُجورٌ فأَربعة أَبْعِرَة؛ الأُجُورُ مصدرُ أُجِرَتْ يدُه تُؤْجَرُ أَجْراً وأُجوراً إِذا جُبرت على عُقْدَة

وغير استواء فبقي لها خروج عن هيئتها‏.‏

والمِئْجارُ‏:‏ المِخْراقُ كأَنه فُتِلَ فَصَلُبَ كما يَصْلُبُ العظم

المجبور؛ قال الأَخطل‏:‏

والوَرْدُ يَرْدِي بِعُصْمٍ في شَرِيدِهِم، كأَنه لاعبٌ يسعى بِمِئْجارِ

الكسائي‏:‏ الإِجارةُ في قول الخليل‏:‏ أَن تكون القافيةُ طاء والأُخرى

دالاً‏.‏ وهذا من أُجِرَ الكَسْرُ إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ؛ وهو فِعَالَةٌ

من أَجَرَ يأْجُر كالإِمارةِ من أَمَرَ‏.‏

والأُجُورُ واليَأْجُورُ والآجُِرُون والأُجُرُّ والآجُرُّ والآجُِرُ‏:‏

طبيخُ الطين، الواحدة، بالهاء، أُجُرَّةٌ وآجُرَّةٌ وآجِرَّة؛ أَبو عمرو‏:‏

هو الآجُر، مخفف الراء، وهي الآجُرَة‏.‏ وقال غيره‏:‏ آجِرٌ وآجُورٌ، على

فاعُول، وهو الذي يبنى به، فارسي معرّب‏.‏ قال الكسائي‏:‏ العرب تقول آجُرَّة

وآجُرَّ للجمع، وآجُرَةُ وجمعها آجُرٌ، وأَجُرَةٌ وجمعها أَجُرٌ، وآجُورةٌ

وجمعها آجُورٌ‏.‏

والإِجَّارُ‏:‏ السَّطح، بلغة الشام والحجاز، وجمع الإِجَّار أَجاجِيرُ

وأَجاجِرَةٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والإِجَّار والإِجَّارةُ سطح ليس عليه سُتْرَةٌ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ من بات على إِجَّارٍ ليس حوله ما يَرُدُ قدميه فقد بَرِئَتْ

منه الذمَّة‏.‏ الإِجَّارُ، بالكسر والتشديد‏:‏ السَّطحُ الذي ليس حوله ما

يَرُدُ الساقِطَ عنه‏.‏ وفي حديث محمد بن مسلمة‏:‏ فإِذا جارية من الأَنصار على

إِجَّارٍ لهم؛ والأَنْجارُ، بالنون‏:‏ لغة فيه، والجمع الإِناجِيرُ‏.‏ وفي حديث الهجرة‏:‏ فَتَلَقَّى الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في السوق

وعلى الأَجاجيرِ والأَناجِيرِ؛ يعني السطوحَ، والصوابُ في ذلك

الإِجَّار‏.‏ بن السكيت‏:‏ ما زال ذلك إِجِّيراهُ أَي عادته‏.‏

ويقال لأُم إِسمعيلَ‏:‏ هاجَرُ وآجَرُ، عليهما السلام‏.‏

أخر‏:‏ في أَسماء الله تعالى‏:‏ الآخِرُ والمؤخَّرُ، فالآخِرُ هو الباقي بعد

فناء خلقِه كله ناطقِه وصامتِه، والمؤخِّرُ هو الذي يؤخر الأَشياءَ

فَيضعُها في مواضِعها، وهو ضدّ المُقَدَّمِ، والأُخُرُ ضد القُدُمِ‏.‏ تقول‏:‏

مضى قُدُماً وتَأَخَّرَ أُخُراً، والتأَخر ضدّ التقدّم؛ وقد تَأَخَّرَ عنه

تَأَخُّراً وتَأَخُّرَةً واحدةً؛ عن اللحياني؛ وهذا مطرد، وإِنما ذكرناه

لأَن اطِّراد مثل هذا مما يجهله من لا دُرْبَة له بالعربية‏.‏

وأَخَّرْتُه فتأَخَّرَ، واستأْخَرَ كتأَخَّر‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ لا يستأْخرون

ساعة ولا يستقدمون؛ وفيه أَيضاً‏:‏ ولقد عَلِمنا المستقدمين منكم ولقد

علمنا المستأْخرينَ؛ يقول‏:‏ علمنا من يَستقدِم منكم إِلى الموت ومن يَستأْخرُ

عنه، وقيل‏:‏ عَلِمنا مُستقدمي الأُمم ومُسْتأْخِريها، وقال ثعلبٌ‏:‏ عَلمنا

من يأْتي منكم إِلى المسجد متقدِّماً ومن يأْتي متأَخِّراً، وقيل‏:‏ إِنها

كانت امرأَةٌ حَسْنَاءُ تُصلي خَلْفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فيمن يصلي في النساء، فكان بعضُ من يُصلي يَتأَخَّرُ في أَواخِرِ الصفوف، فإِذا سجد اطلع إليها من تحت إِبطه، والذين لا يقصِدون هذا المقصِدَ

إِنما كانوا يطلبون التقدّم في الصفوف لما فيه من الفضل‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ أَخِّرْ عني يا عمرُ؛ يقال‏:‏ أَخَّرَ وتأَخَّرَ وقَدَّمَ وتقَدَّمَ بمعنًى؛ كقوله تعالى‏:‏ لا

تُقَدِّموا بين يَدَي الله ورسوله؛ أَي لا تتقدموا، وقيل‏:‏ معناهُ أَخَّر عني

رَأْيَكَ فاختُصِر إِيجازاً وبلاغة‏.‏ والتأْخيرُ‏:‏ ضدُّ التقديم‏.‏

ومُؤَخَّرُ كل شيء، بالتشديد‏:‏ خلاف مُقَدَّمِه‏.‏ يقال‏:‏ ضرب مُقَدَّمَ رأْسه

ومؤَخَّره‏.‏ وآخِرَةُ العينَ ومُؤْخِرُها ومؤْخِرَتُها‏:‏ ما وَليَ اللِّحاظَ، ولا

يقالُ كذلك إِلا في مؤَخَّرِ العين‏.‏ ومُؤْخِرُ العين مثل مُؤمِنٍ‏:‏ الذي

يلي الصُّدْغَ، ومُقْدِمُها‏:‏ الذي يلي الأَنفَ؛ يقال‏:‏ نظر إِليه

بِمُؤْخِرِ عينه وبمُقْدِمِ عينه؛ ومُؤْخِرُ العين ومقدِمُها‏:‏ جاء في العين

بالتخفيف خاصة‏.‏

ومُؤْخِرَةُ الرَّحْل ومُؤَخَّرَتُه وآخِرَته وآخِره، كله‏:‏ خلاف

قادِمته، وهي التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا وضَعَ أَحدكُم بين

يديه مِثلَ آخِرة الرحلِ فلا يبالي مَنْ مرَّ وراءَه؛ هي بالمدّ الخشبة

التي يَسْتنِدُ إِليها الراكب من كور البعير‏.‏ وفي حديث آخَرَ‏:‏ مِثْلَ

مؤْخرة؛ وهي بالهمز والسكون لغة قليلة في آخِرَتِه، وقد منع منها بعضهم ولا

يشدّد‏.‏ ومُؤْخِرَة السرج‏:‏ خلافُ قادِمتِه‏.‏ والعرب تقول‏:‏ واسِطُ الرحل

للذي جعله الليث قادِمَه‏.‏ ويقولون‏:‏ مُؤْخِرَةُ الرحل وآخِرَة الرحل؛ قال

يعقوب‏:‏ ولا تقل مُؤْخِرَة‏.‏ وللناقة آخِرَان وقادمان‏:‏ فخِلْفاها المقدَّمانِ

قادماها، وخِلْفاها المؤَخَّران آخِراها، والآخِران من الأَخْلاف‏:‏ اللذان

يليان الفخِذَين؛ والآخِرُ‏:‏ خلافُ الأَوَّل، والأُنثَى آخِرَةٌ‏.‏ حكى

ثعلبٌ‏:‏ هنَّ الأَوَّلاتُ دخولاً والآخِراتُ خروجاً‏.‏ الأَزهري‏:‏ وأَمَّا

الآخِرُ، بكسر الخاء، قال الله عز وجل‏:‏ هو الأَوَّل والآخِر والظاهر والباطن‏.‏

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال وهو يُمَجِّد الله‏:‏ أنت

الأَوَّلُ فليس قبلك شيءٌ وأَنت الآخِرُ فليس بعدَك شيء‏.‏ الليث‏:‏ الآخِرُ

والآخرة نقيض المتقدّم والمتقدِّمة، والمستأْخِرُ نقيض المستقدم، والآخَر، بالفتح‏:‏ أَحد الشيئين وهو اسم على أَفْعَلَ، والأُنثى أُخْرَى، إِلاَّ

أَنَّ فيه معنى الصفة لأَنَّ أَفعل من كذا لا يكون إِلا في الصفة‏.‏

والآخَرُ بمعنى غَير كقولك رجلٌ آخَرُ وثوب آخَرُ، وأَصله أَفْعَلُ من التَّأَخُّر، فلما اجتمعت همزتان في حرف واحد استُثْقِلتا فأُبدلت الثانية

أَلفاً لسكونها وانفتاح الأُولى قبلها‏.‏ قال الأَخفش‏:‏ لو جعلْتَ في الشعر

آخِر مع جابر لجاز؛ قال ابن جني‏:‏ هذا هو الوجه القوي لأَنه لا يحققُ

أَحدٌ همزة آخِر، ولو كان تحقيقها حسناً لكان التحقيقُ حقيقاً بأَن يُسمع

فيها، وإِذا كان بدلاً البتة وجب أَن يُجْرى على ما أَجرته عليه العربُ من مراعاة لفظه وتنزيل هذه الهمزة منزلةَ الأَلِفِ الزائدة التي لا حظَّ

فيها للهمز نحو عالِم وصابِرٍ، أَلا تراهم لما كسَّروا قالوا آخِرٌ

وأَواخِرُ، كما قالوا جابِرٌ وجوابِرُ؛ وقد جمع امرؤ القيس بين آخَرَ وقَيصرَ

توهَّمَ الأَلِفَ همزةً قال‏:‏

إِذا نحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْرَةَ ليلةً، وراءَ الحِساءِ مِنْ مَدَافِعِ قَيْصَرَا

إِذا قُلتُ‏:‏ هذا صاحبٌ قد رَضِيتُه، وقَرَّتْ به العينانِ، بُدّلْتُ آخَرا

وتصغيرُ آخَر أُوَيْخِرٌ جَرَتِ الأَلِفُ المخففةُ عن الهمزة مَجْرَى

أَلِفِ ضَارِبٍ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ فآخَرَان يقومانِ مقامَهما؛ فسَّره ثعلبٌ

فقال‏:‏ فمسلمان يقومانِ مقامَ النصرانيينِ يحلفان أَنهما اخْتَانا ثم يُرْتجَعُ على النصرانِيِّيْن، وقال الفراء‏:‏ معناه أَو آخَرانِ من غير دِينِكُمْ

من النصارى واليهودِ وهذا للسفر والضرورة لأَنه لا تجوزُ شهادةُ كافرٍ

على مسلمٍ في غير هذا، والجمع بالواو والنون، والأُنثى أُخرى‏.‏ وقوله عز

وجل‏:‏ وليَ فيها مآربُ أُخرى؛ جاء على لفظ صفةِ الواحدِ لأَن مآربَ في معنى

جماعةٍ أُخرى من الحاجاتِ ولأَنه رأُس آية، والجمع أُخْرَياتٌ وأُخَرُ‏.‏

وقولهم‏:‏ جاء في أُخْرَيَاتِ الناسِ وأُخرى القومِ أَي في أَخِرهِم؛ وأَنشد‏:‏أَنا الذي وُلِدْتُ في أُخرى الإِبلْ

وقال الفراءُ في قوله تعالى‏:‏ والرسولُ يدعوكم في أُخراكم؛ مِنَ العربِ

مَنْ يَقولُ في أُخَراتِكُمْ ولا يجوزُ في القراءةِ‏.‏ الليث‏:‏ يقال هذا

آخَرُ وهذه أُخْرَى في التذكير والتأْنيثِ، قال‏:‏ وأُخَرُ جماعة أُخْرَى‏.‏ قال

الزجاج في قوله تعالى‏:‏ وأُخَرُ من شكله أَزواجٌ؛ أُخَرُ لا ينصرِفُ لأن وحدانَها لا تنصرِفُ، وهو أُخْرًى وآخَرُ، وكذلك كلُّ جمع على فُعَل لا

ينصرِفُ إِذا كانت وُحدانُه لا تنصرِفُ مِثلُ كُبَرَ وصُغَرَ؛ وإذا كان

فُعَلٌ جمعاً لِفُعْلةٍ فإِنه ينصرِفُ نحو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ وحُفْرَةٍ

وحُفْرٍ، وإذا كان فُعَلٌ اسماً مصروفاً عن فاعِلٍ لم ينصرِفْ في المعرفة

ويَنْصَرِفُ في النَّكِرَةِ، وإذا كان اسماً لِطائِرٍ أَو غيره فإِنه ينصرفُ

نحو سُبَدٍ ومُرّعٍ، وما أَشبههما‏.‏ وقرئ‏:‏ وآخَرُ من شكلِه أَزواجٌ؛ على

الواحدِ‏.‏ وقوله‏:‏ ومَنَاةَ الثالِثَةَ الأُخرى؛ تأْنيث الآخَر، ومعنى

آخَرُ شيءٌ غيرُ الأَوّلِ؛ وقولُ أَبي العِيالِ‏:‏

إِذا سَنَنُ الكَتِيبَة صَـ *** ـدَّ، عن أُخْراتِها، العُصَبُ

قال السُّكَّريُّ‏:‏ أَراد أُخْرَياتِها فحذف؛ ومثله ما أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

ويتَّقي السَّيفَ بأُخْراتِه، مِنْ دونِ كَفَّ الجارِ والمِعْصَمِ

قال ابن جني‏:‏ وهذا مذهبُ البَغدادِيينَ، أَلا تَراهم يُجيزُون في تثنية

قِرْ قِرَّى قِرْ قِرَّانِ، وفي نحو صَلَخْدَى صَلَخْدانِ‏؟‏ إَلاَّ أن هذا إِنَّما هو فيما طال من الكلام، وأُخْرَى ليست بطويلةٍ‏.‏ قال‏:‏ وقد

يمكنُ أَن تكون أُخْراتُه واحدةً إِلاَّ أَنَّ الأَلِفَ مع الهاءُ تكونُ

لغير التأْنيثِ، فإِذا زالت الهاءُ صارتِ الأَلفُ حينئذ للتأْنيثِ، ومثلُهُ

بُهْمَاةٌ، ولا يُنكرُ أَن تقدَّرَ الأَلِفُ الواحدةُ في حالَتَيْنِ

ثِنْتَيْنِ تقديرينِ اثنينِ، أَلاَ ترى إِلى قولهم عَلْقَاةٌ بالتاء‏؟‏ ثم قال

العجاج‏:‏

فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكُور

فجعلها للتأْنيث ولم يصرِفْ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وحكى أَصحابُنا أَنَّ أَبا

عبيدة قال في بعض كلامه‏:‏ أُراهم كأَصحابِ التصريفِ يقولون إِنَّ علامة

التأْنيثِ لا تدخلُ على علامة التأْنيثِ؛ وقد قال العجاج‏:‏

فحط في علقى وفي مكور

فلم يصرِفْ، وهم مع هذا يقولون عَلْقَاة، فبلغ ذلك أَبا عثمانَ فقال‏:‏

إنَّ أَبا عبيدة أَخفى مِن أَن يَعرِف مثل هذا؛ يريد ما تقدَّم ذكرهُ من اختلافِ التقديرين في حالَيْنِ مختلِفينِ‏.‏ وقولُهُم‏:‏ لا أَفْعلهُ أُخْرَى

الليالي أَي أَبداً، وأُخْرَى المنونِ أَي آخِرَ الدهرِ؛ قال‏:‏

وما القومُ إِلاَّ خمسةٌ أَو ثلاثةٌ، يَخُوتونَ أُخْرَى القومِ خَوْتَ الأَجادلِ

أَي مَنْ كان في آخِرهم‏.‏ والأَجادلُ‏:‏ جمع أَجْدلٍ الصَّقْر‏.‏ وخَوْتُ

البازِي‏:‏ انقضاضُهُ للصيدِ؛ قال ابنُ بَرِّي‏:‏ وفي الحاشية شاهدٌ على أُخْرَى

المنونِ ليس من كلام الجوهريّ، وهو لكعب بن مالِكٍ الأَنصارِيّ، وهو‏:‏

أَن لا تزالوا، ما تَغَرَّدَ طائِرٌ

أُخْرَى المنونِ، مَوالياً إِخوانا

قال ابن بري‏:‏ وقبله‏:‏

أَنَسيِتُمُ عَهْدَ النَّبيِّ إِليكُمُ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا‏؟‏

وأُخَرُ‏:‏ جمع أُخْرَى، وأُخْرَى‏:‏ تأْنيثُ آخَرَ، وهو غيرُ مصروفٍ‏.‏ وقال

تعالى‏:‏ قِعدَّةٌ من أَيامٍ أُخَرَ، لأَن أَفْعَلَ الذي معه مِنْ لا

يُجْمَعُ ولا يؤنَّثُ ما دامَ نَكِرَةً، تقولُ‏:‏ مررتُ برجلٍ أَفضلَ منك

وبامرأَةٍ أَفضل منك، فإِن أَدْخَلْتَ عليه الأَلِفَ واللاَم أَو أَضفتَه

ثَنْيَّتَ وجَمَعَتَ وأَنَّثْت، تقولُ‏:‏ مررتُ بالرجلِ الأَفضلِ وبالرجال

الأَفضلِينَ وبالمرأَة الفُضْلى وبالنساءِ الفُضَلِ، ومررتُ بأَفضَلهِم

وبأَفضَلِيهِم وبِفُضْلاهُنَّ وبفُضَلِهِنَّ؛ وقالت امرأَةٌ من العرب‏:‏ صُغْراها

مُرَّاها؛ ولا يجوز أَن تقول‏:‏ مررتُ برجلٍ أَفضلَ ولا برجالٍ أَفضَلَ

ولا بامرأَةٍ فُضْلَى حتى تصلَه بمنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلفَ واللامَ

وهما يتعاقبان عليه، وليس كذلك آخَرُ لأَنه يؤنَّثُ ويُجْمَعُ بغيرِ مِنْ، وبغير الأَلف واللامِ، وبغير الإِضافةِ، تقولُ‏:‏ مررتُ برجل آخر وبرجال

وآخَرِين، وبامرأَة أُخْرَى وبنسوة أُخَرَ، فلما جاء معدولاً، وهو صفة، مُنِعَ الصرفَ وهو مع ذلك جمعٌ، فإِن سَمَّيْتَ به رجلاً صرفتَه في النَّكِرَة عند الأَخفشِ، ولم تَصرفْه عند سيبويه؛ وقول الأَعشى‏:‏

وعُلِّقَتْني أُخَيْرَى ما تُلائِمُني، فاجْتَمَعَ الحُبُّ حُبٌّ كلُّه خَبَلُ

تصغيرُ أُخْرَى‏.‏

والأُخْرَى والآخِرَةُ‏:‏ دارُ البقاءِ، صفةٌ غالبة‏.‏ والآخِرُ بعدَ

الأَوَّلِ، وهو صفة، يقال‏:‏ جاء أَخَرَةً وبِأَخَرَةٍ، بفتح الخاءِ، وأُخَرَةً

وبأُخَرةٍ؛ هذه عن اللحياني بحرفٍ وبغير حرفٍ أَي آخرَ كلِّ شيءٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ‏:‏ بِأَخَرَةٍ إِذا أَراد

أَن يقومَ من المجلِسِ كذا وكذا أَي في آخِر جلوسه‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏

ويجوز أَن يكون في آخِرِ عمرِه، وهو بفتح الهمزة والخاءُ؛ ومنه حديث أَبي

هريرة‏:‏ لما كان بِأَخَرَةٍ وما عَرَفْتُهُ إِلاَّ بأَخَرَةٍ أَي أَخيراً‏.‏

ويقال‏:‏ لقيتُه أَخيراً وجاء أُخُراً وأَخيراً وأُخْرِيّاً وإِخرِيّاً

وآخِرِيّاً وبآخِرَةٍ، بالمدّ، أَي آخِرَ كلِّ شيء، والأُنثى آخِرَةٌ، والجمع أَواخِرُ‏.‏ وأَتيتُكَ آخَر مرتينِ وآخِرَةَ مرتينِ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يفسر آخَر مرتين ولا آخرَةَ مرتين؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنها المرَّةُ

الثانيةُ من المرَّتين‏.‏

وسْقَّ ثوبَه أُخُراً ومن أُخُرٍ أَي من خلف؛ وقال امرؤ القيس يصفُ

فرساً حِجْراً‏:‏

وعينٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ، شقَّتْ مآقِيهِما مِنْ أُخُرْ

وعين حَدْرَةٌ أَي مُكْتَنِزَةٌ صُلْبة‏.‏ والبَدْرَةُ‏:‏ التي تَبْدُر

بالنظر، ويقال‏:‏ هي التامة كالبَدْرِ‏.‏ ومعنى شُقَّتْ من أُخُرٍ‏:‏ يعني أَنها

مفتوحة كأَنها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها‏.‏ وبعتُه سِلْعَة بِأَخِرَةٍ أَي

بنَظِرَةٍ وتأْخيرٍ ونسيئة، ولا يقالُ‏:‏ بِعْتُه المتاعَ إِخْرِيّاً‏.‏ ويقال في الشتم‏:‏ أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ،بكسر الخاء وقصر الأَلِف، والأَخِيرَ ولا

تقولُه للأُنثى‏.‏ وحكى بعضهم‏:‏ أَبْعَدَ اللهُ الآخِرَ، بالمد، والآخِرُ

والأَخِيرُ الغائبُ‏.‏ شمر في قولهم‏:‏ إِنّ الأَخِرَ فَعَلَ كذا وكذا، قال

ابن شميل‏:‏ الأَخِرُ المؤُخَّرُِ المطروحُ؛ وقال شمر‏:‏ معنى المؤُخَّرِ

الأَبْعَدُ؛ قال‏:‏ أُراهم أَرادوا الأَخِيرَ فأَنْدَروا الياء‏.‏

وفي حديث ماعِزٍ‏:‏ إِنَّ الأَخِرَ قد زنى؛ الأَخِرُ، بوزن الكِبِد، هو الأَبعدُ المتأَخِّرُ عن الخير‏.‏ ويقال‏:‏ لا مرحباً بالأَخِر أَي بالأَبعد؛ ابن السكيت‏:‏ يقال نظر إِليَّ بِمُؤُخِرِ عينِه‏.‏ وضَرَبَ مُؤُخَّرَ رأْسِه، وهي آخِرَةُ الرحلِ‏.‏ والمِئخارُ‏:‏ النخلةُ التي يبقى حملُها إلى آخِرِ

الصِّرام‏:‏ قال‏:‏

ترى الغَضِيضَ المُوقَرَ المِئخارا، مِن وَقْعِه، يَنْتَثِرُ انتثاراً

ويروى‏:‏ ترى العَضِيدَ والعَضِيضَ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ المئخارُ التي يبقى

حَمْلُها أَلى آخِرِ الشتاء، وأَنشد البيت أَيضاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ المسأَلةُ

أَخِرُ كَسْبِ المرءِ أَي أَرذَلُه وأَدناهُ؛ ويروى بالمدّ، أَي أن السؤالَ آخِرُ ما يَكْتَسِبُ به المرءُ عند العجز عن الكسب‏.‏

أدر‏:‏ الأُدْرَةُ، بالضم‏:‏ نفخةٌ في الخُصْيةِ؛ يقال‏:‏ رجل آدَرُ بَيْنُ

الأَدَرِ‏.‏ غيرُه‏:‏ الأَدَرُ والمأْدُورُ الذي يَنْفَتِقُ صِفاقُهُ فيَقعُ

قُصْبُه ولا يَنْفَتِقُ إِلاَّ من جانبه الأَيسرِ، وقيل‏:‏ هو الذي يُصيبه فَتْقٌ في إِحدى الخُصْيتينِ، ولا يقال امرأَةٌ أَدْراءُ، إِما لأَنه لم يُسْمَعْ، وإِما أَن يكون لاختلاف الخِلْقَة؛ وقد أَدِرَ يأْدَرُ أَدَراً، فهو آدَرُ، والاسم الأُدْرَةُ؛ وقيل‏:‏ الأدَرَةُ الخُصْيَةُ، والخُصْيَةُ

الأَدْراءُ‏:‏ العظيمةُ من غير فَتْقٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنَّ رجلاً أَتاه وبه أُدْرَةٌ، فقال‏:‏ ائْتِ بِعُسٍّ، فحَسا مَجَّه فيه، وقال‏:‏ انْتَضِحْ به، فذهبت عنه الأُدْرَةُ‏.‏ ورجل آدَرُ‏:‏ بَيْنُ الأَدَرَةِ، بفتح الهمزة

والدال، وهي التي تسميها الناسُ القَيْلَةَ‏.‏ ومنه الحديث‏:‏ إِن بني إِسرائيلَ

كانوا يقولونَ إِن موسى آدَرُ، من أَجل أَنه كان لا يغتَسل إِلاَّ وحدَه‏.‏

وفيه نزل قوله تعالى‏:‏ ولا تكونوا كالذين آذَوْا موسى‏.‏ الليث‏:‏

الأَدَرَةُ والأَدَرُ مصدران، والأُدْرَةُ اسم تلك المنْتَفِخَة، والآدَرُ

نَعْتٌ‏.‏

أرر‏:‏ الإِرَارُ والأَرُّ‏:‏ غُصْنٌ من شوك أَو قَتادٍ تُضْرَبُ به الأَرضُ

حتى تلينَ أَطرافُه ثم تَبُلُّه وتَذُرُّ عليه مِلحاً، ثم تُدخِلُه في رَحِم الناقةِ إِذا مارَنَتْ فلم تَلْقَحْ، وقد أَرَّها يَؤُرُّها أَرّاً‏.‏

قال الليث‏:‏ الإِرارُ شِبهُ ظُؤُرَةٍ يَؤُرُّ بها الراعي رَحِمَ الناقةِ

إِذا مارَنَتْ، وممارَنَتُها أَنَ يَضْرِبَها الفَحلُ فلا تَلْقَحَ‏.‏

قال‏:‏ وتفسيرُ قوله يَؤُرُّها الراعي هو أَن يُدْخِلَ يَدَه في رَحمِها

أَو يَقْطَعَ ما هناك ويعالجه‏.‏ والأَرُّ‏:‏ أَن يَأْخُذَ الرجلُ إِراراً، وهو غصنٌ من شوك القَتادِ وغيره، ويفعَلَ به ما ذكرناه‏.‏ والأَرُّ‏:‏ الجماع‏.‏

وفي خطبة عليّ، كرّم الله تعالى وجهه‏:‏ يُفْضي كإِفضْاءٍ الدِّيَكةِ

ويَؤُرُّ بِملاقِحِه؛ الأَرُّ‏:‏ الجماع‏.‏ وأَرَّ المرأَةَ يَؤُرُّها أَرّاً‏:‏

نَكحها‏.‏ غيره‏:‏ وأَرَّ فلان إِذا شَفْتَنَ؛ ومنه قوله‏:‏

وما النَّاسُ إِلاَّ آئِرٌ ومَئِيرُ

قال أَبُو منصور‏:‏ معنى شَفْتَنَ ناكَحَ وجامَع، جعل أَرَّ وآرَ بمعنًى

واحِد‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ أَرَرْتُ المرأَةَ أَوُرُّها أَرّاً إِذا نكحتها‏.‏ ورجل

مِئَرُّ‏:‏ كثير النكاح؛ قالت بنت الحُمارِس أَو الأَغْلب‏:‏

بَلَّتْ به عُلابِطاً مِئَرّا، ضَخْمَ الكَراديس وَأَي زِبِرّا

أَبو عبيد‏:‏ رجل مِئَرٌ أَي كثير النكاح مأْخوذ من الأَيْر؛ قال

الأَزهري‏:‏ أَقرأَنيه الإِياديُّ عن شمر لأَبي عبيد، قال‏:‏ وهو عندي تصحيف والصواب

مِيأَرٌ، بوزن مِيعَرٍ، فيكون حينئذٍ مِفْعَلاً من آرَها يَئِيرُها

أَيْراً؛ وإِن جعلته من الأَرِّ قلت‏:‏ رجل مِئِرُّ؛ وأَنشد أَبو بكر بن محمد بن دريد أَبيات بنت الحمارس أَو الأَغلب‏.‏

واليُؤُرُورُ‏:‏الجِلْوازُ، وهو من ذلك عند أَبي علي‏.‏

والأَريرُ‏:‏ حكاية صوت الماجِن عند القِمارِ والغَلَبة، يقال‏:‏ أَرَّ

يأَرُّ أَريراً‏.‏ أَبو زيد‏:‏ ائْتَرَّ الرجل ائْتِراراً إِذا استْعَجْل؛ قال

أَبو منصور‏:‏ لا أَدري هو بالزاي أَم بالراء؛ وقد أَرَّ يَؤُرُّ‏.‏

وأَرَّ سَلْحَه أَرّاً وأَرَّ هو نَفْسُه إِذا اسْتَطْلَقَ حتى يموتَ‏.‏

وأَرْأَرْ‏:‏ من دُعاءِ الغنم‏.‏

أزر‏:‏ أَزَرَ به الشيءُ‏:‏ أَحاطَ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

والإِزارُ‏:‏ معروف‏.‏ والإِزار‏:‏ المِلْحَفَة، يذكر ويؤنث؛ عن اللحياني؛ قال

أَبو ذؤيب‏:‏

تَبَرَّأُ مِنْ دَمِ القَتيلِ وبَزِّه، وقَدْ عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها

يقول‏:‏ تَبَرَّأُ من دم القَتِيل وتَتَحَرَّجُ ودمُ القتيل في ثوبها‏.‏

وكانوا إِذا قتل رجل رجلاً قيل‏:‏ دم فلان في ثوب فلان أَي هو قتله، والجمع آزِرَةٌ مثل حِمار وأَحْمِرة، وأُزُر مثل حمار وحُمُر، حجازية؛ وأُزْر‏:‏

تميمية على ما يُقارب الاطِّراد في هذا النحو‏.‏ والإِزارَةُ‏:‏ الإِزار، كما

قالوا للوِساد وسادَة؛ قال الأَعشى‏:‏

كَتَمايُلِ، النَّشْوانِ يَرْ

فُلُ في البَقيرَة والإِزارَه

قال ابن سيده‏:‏ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

وقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ إِزارُها

يجوز أَن يكون على لغة من أَنَّث الإِزار، ويجوز أَن يكون أَراد

إِزارَتَها فحذف الهاء كما قالوا ليت شِعْري، أَرادوا ليت شِعْرتي، وهو أَبو

عُذْرِها وإنما المقول ذهب بعُذْرتها‏.‏

والإِزْرُ والمِئْزَرُ والمِئْزَرَةُ‏:‏ الإِزارُ؛ الأَخيرة عن اللحياني‏.‏

وفي حديث الاعتكاف‏:‏ كان إِذا دخل العشرُ الأَواخرُ أَيقظ أَهله وشَدَّ

المئْزَرَ؛ المئزَرُ‏:‏ الإِزار، وكنى بشدّة عن اعتزال النساء، وقيل‏:‏ أَراد

تشميره للعبادة‏.‏ يقال‏:‏ شَدَدْتُ لهذا الأَمر مِئْزَري أَي تشمرت له؛ وقد

ائْتَزَرَ به وتأَزَّرَ‏.‏ وائْتَزَرَ فلانٌ إزْرةً حسنةً وتأَزَّرَ‏:‏ لبس

المئزر، وهو مثل الجِلْسَةٍ والرِّكْبَةِ، ويجوز أَن تقول‏:‏ اتَّزَرَ

بالمئزر أَيضاً فيمن يدغم الهمزة في التاء، كما تقول‏:‏ اتَّمَنْتُهُ، والأَصل

ائْتَمَنْتُهُ‏.‏ ويقال‏:‏ أَزَّرْتهُ تأْزيراً فَتَأَزَّرَ‏.‏

وفي حديث المْبعثَ‏:‏ قال له ورقة إِنْ يُدْرِكْني يومُك أَنْصُرْك

نَصْراً مُؤَزَّراً أَي بالغاً شديداً يقال‏:‏ أَزَرَهُ وآزَرَهُ أَعانه وأَسعده، من الأَزْر‏:‏ القُوَّةِ والشِّدّة؛ ومنه حديث أَبي بكر أَنه قال للأَنصار

يوم السَّقِيفَةِ‏:‏ لقد نَصَرْتُم وآزَرْتُمْ وآسَيْتُمْ‏.‏ الفرّاء‏:‏

أَزَرْتُ فلاناً آزُرُه أَزْراً قوّيته، وآزَرْتُه عاونته، والعامة تقول‏:‏

وازَرْتُه‏.‏ وقرأَ ابن عامر‏:‏ فَأَزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ، على فَعَلَهُ، وقرأَ

سائر القرّاء‏:‏ فَآزَرَهُ‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ آزَرْتُ الرجلَ على فلان إِذا

أَعنته عليه وقوّيته‏.‏ قال‏:‏ وقوله فآزره فاستغلظ؛ أَي فآزَرَ الصغارُ الكِبارَ

حتى استوى بعضه مع بعض‏.‏

وإِنه لحَسَنُ الإِزْرَةِ‏:‏ من الإِزارِ؛ قال ابن مقبل‏:‏

مثلَ السِّنان نَكيراً عند خِلَّتِهِ

لكل إِزْرَةِ هذا الدهره ذَا إِزَرِ‏.‏

وجمعُ الإِزارِ أُزُرٌ‏.‏ وأَزَرْتُ فلاناً إِذا أَلبسته إِزاراً

فَتَأَزَّرَ تَأَزُّراً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ قال الله تعالى‏:‏ العَظَمَة إِزاري

والكِبْرياء ردائي؛ ضرب بهما مثلاً في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أَي ليسا

كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازاً كالرحمة والكرم وغيرهما، وشَبَّهَهُما بالإِزار والرداء لأَن المتصف بهما يشتملانه كما يشتمل الرداءُ

الإِنسان، وأَنه لا يشاركه في إِزاره وردائه أَحدٌ، فكذلك لا ينبغي أن يشاركه اللهَ تعالى في هذين الوصفين أَحدٌ‏.‏ ومنه الحديث الآخر‏:‏ تَأَزَّرَ

بالعَظَمَةِ وتَردّى بالكبرياء وتسربل بالعز؛ وفيه‏:‏ ما أَسْفَلَ من الكعبين

من الإِزارِ فَفِي النار أَي ما دونه من قدَم صاحبه في النار عقوبةً له، أَو على أَن هذا الفعل معدود في أَفعال أَهل النار؛ ومنه الحديث‏:‏

إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين؛ الإِزرة، بالكسر‏:‏ الحالة وهيئة الائتزار؛ ومنه حديث عثمان‏:‏ قال له أَبانُ بن سعيد‏:‏ ما لي أَراك مُتَحَشِّفاً‏؟‏ أَسْبِلْ، فقال‏:‏ هكذا كان إِزْرَةُ صاحبنا‏.‏

وفي الحديث‏:‏ كان يباشر بعض نسائه وهي مُؤُتَزِرَةٌ في حالة الحيض؛ أَي

مشدودة الإِزار‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد جاء في بعض الروايات وهي

مُتَّزِرَةٌ، قال‏:‏ وهو خطأٌ لأَن الهمزة لا تدغم في التاء‏.‏ والأُزْرُ‏:‏ مَعْقِدُ

الإِزارِ، وقيل‏:‏ الإِزار كُلُّ ما واراك وسَتَرك؛ عن ثعلب‏.‏ وحكي عن ابن الأَعرابي‏:‏ رأَيت السَّرَوِيَّ

يمشي في داره عُرْياناً، فقلت له‏:‏ عرياناً‏؟‏ فقال‏:‏ داري إِزاري‏.‏

والإِزارُ‏:‏ العَفافُ، على المثل؛ قال عديّ

بن زيد‏:‏

أَجْلِ أَنَّ اللهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ

فَوْقَ مَنْ أَحْكأَ صُلْباً بِإِزارِ

أَبو عبيد‏:‏ فلان عفيف المِئْزَر وعفيف الإِزارِ إِذا وصف بالعفة عما

يحرم عليه من النساء، ويكنى بالإِزار عن النفس وعن المرأَة؛ ومنه قول

نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجعيّ، وكنيته أَبو المِنْهالِ، وكان كتب إِلى

عمربن الخطاب أَبياتاً من الشعر يشير فيها إلى رجل، كان والياً على

مدينتهم، يخرج الجواريَ إِلى سَلْعٍ عند خروج أَزَواجهن إِلى الغزو، فيَعْقِلُهُن ويقول لا يمشي في العِقال إِلا الحِصَان، فربما وقعت فتكشفت، وكان اسم

هذا الرجل جعدة بن عبدالله السلمي؛ فقال‏:‏

أَلا أَبلِغْ، أَبا حَفْصٍ، رسولاً

فِدىً لك، من أَخي ثِقَةٍ، إِزاري

قَلائِصَنَا، هداك الله، إِنا

شُغِلْنَا عنكُمُ زَمَنَ الحِصَارِ

فما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ، قَفَا سَلْعٍ، بِمُخْتَلَفِ النِّجار

قلائِصُ من بني كعب بن عمرو، وأَسْلَمَ أَو جُهَيْنَةَ أَو غِفَارِ

يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيمٍ، غَوِيِّ يَبْتَغِي سَقَطَ العْذَارِي

يُعَقّلُهُنَّ أَبيضُ شَيْظَمِيٌّ، وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الخِيَارِ

وكنى بالقلائص عن النساء ونصبها على الإِغراء، فلما وقف عمر، رضي الله عنه، على الأَبيات عزله وسأَله عن ذلك الأَمر فاعترف، فجلده مائةً

مَعْقُولاً وأَطْرَدَهُ إلى الشام، ثم سئل فيه فأَخرجه من الشام ولم يأْذن له في دخول المدينة، ثم سئل فيه أَن يدخل لِيُجَمِّعَ، فكان إِذا رآه عمر

توعده؛ فقال‏:‏

أَكُلَّ الدَّهرِ جَعْدَةُ مُسْتحِقٌّ، أَبا حَفْصٍ، لِشَتْمٍ أَو وَعِيدِ‏؟‏

فَمَا أَنا بالْبَريء بَرَاه عُذْرٌ، ولا بالخَالِعِ الرَّسَنِ الشَّرُودِ

وقول جعدة قوله‏.‏ بن عبدالله السلمي‏:‏

فِدىً لك، من أَخي ثقة، إِزاري‏.‏

أَي أَهلي ونفسي؛ وقال أَبو عمرو الجَرْمي‏:‏ يريد بالإِزار ههنا المرأَة‏.‏

وفي حديث بيعة العقبة‏:‏ لَنَمْنَعَنَّك مما نمنع منه أُزُرَنا أَي نساءنا

وأَهلنا، كنى عنهن بالأُزر، وقيل‏:‏ أَراد أَنفسنا‏.‏ ابن سيده‏:‏ والإِزارُ

المرأَة، على التشبيه؛ أَنشد، الفارسي‏:‏

كَانَ منها بحيث تُعَْكَى الإِزارُ

وفرسٌ آزَرُ‏:‏ أَبيض العَجُز، وهو موضع الإِزوار من الإِنسان‏.‏ أَبو

عبيدة‏:‏ فرس آزَرُ، وهو الأَبيض الفخذَين ولونُ مقاديمه أَسودُ أَو أَيُّ لون

كان‏.‏

والأَزْرُ‏:‏ الظهر والقوّة؛ وقال البعيث‏:‏

شَدْدَتُ له أَزْري بِمِرَّةِ حازمٍ

على مَوْقِعٍ من أَمره ما يُعاجِلُهْ

ابن الأَعرابي في قوله تعالى‏:‏ اشدد به أَزري؛ قال الأَزر القوّة، والأَزْرُ الظَّهْرُ، والأَزر الضعف‏.‏ والإِزْرُ، بكسر الهمزة‏:‏ الأَصل‏.‏ قال‏:‏ فمن جعل الأَزْرَ القوّة قال في قوله اشدد به أَزري أَي اشدد به قوّتي، ومن جعله الظهر قال شدّ به ظهري، ومن جعله الضَّعْف قال شدّ به ضعفي وقوِّ

به ضعفي؛ الجوهري‏:‏ اشدد به أَزري أَي ظهري وموضعَ الإِزار من الحَقْوَيْن‏.‏

وآزَرَهُ ووازَرَهُ‏:‏ أَعانه على الأَمر؛ الأَخيرة على البدل، وهو شاذ، والأَوّل أَفصح‏.‏

وأَزَرَ الزَّرْعُ وتَأَزَّرَ‏:‏ قَوَّى بعضه بعضاً فَالْتَفَّ وتلاحق

واشتد؛ قال الشاعر‏:‏

تَأَزَّرَ فيه النبتُ حتى تَخايَلَتْ

رُباه، وحتى ما تُرى الشَّاءُ نُوَّما

وآزَر الشيءُ‏:‏ ساواه وحاذاه؛ قال امرؤ القيس‏:‏

بِمَحْنِيَّةٍ قد آزَرَ الضَّالَ نَبْتُها

مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمين، وخُيَّبِ‏.‏

أَي ساوى نبتُها الضال، وهو السِّدْر البريّ، أَراد‏:‏ فآزره الله تعالى

فساوى الفِراخُ الطِّوالَ فاستوى طولها‏.‏ وأَزَّرَ النبتُ الأَرضَ‏:‏ غطاها؛ قال الأَعشى‏:‏

يُضاحِكُ الشَّمْسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ، مُؤُزَّرٌ بعميم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

وآزَرُ‏:‏ اسم أَعجمي، وهو اسم أَبي إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام؛ وأَما قوله عز وجل‏:‏ وإِذ قال إِبراهيم لأَبيه آزر؛ قال أَبو إِسحق‏:‏

يقرأُ بالنصب آزرَ، فمن نصب فموضع آزر خفض بدل من أَبيه، ومن قرأَ آزرُ، بالضم، فهو على النداء؛ قال‏:‏ وليس بين النسَّابين اختلاف أَن اسم أَبيه

كان تارَخَ والذي في القرآن يدل على أَن اسمه آزر، وقيل‏:‏ آزر عندهم ذمُّ

في لغتهم كأَنه قال وإِذ قال‏:‏ وإذ قال إِبراهيم لأَبيه الخاطئ، وروي عن

مجاهد في قوله‏:‏ آزر أَتتخذ أَصناماً، قال لم يكن بأَبيه ولكن آزر اسم

صنم، وإِذا كان اسم صنم فموضعه نصب كأَنه قال إِبراهيم لأَبيه أَتتخذ آزر

إِلهاً، أَتتخذ أَصناماً آلهة‏؟‏‏.‏

أسر‏:‏ الأُسْرَةُ‏:‏ الدِّرْعُ الحصينة؛ وأَنشد‏:‏

والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ، والْـ *** ـبَيْضُ المُكَلَّلُ، والرِّمَاح

وأَسَرَ قَتَبَهُ‏:‏ شدَّه‏.‏ ابن سيده‏:‏ أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً

وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار‏.‏ والإِسارُ‏:‏ ما شُدّ به، والجمع أُسُرٌ‏.‏ الأَصمعي‏:‏ ما

أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه أَي ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ؛ والقِدُّ

الذي يُؤُسَرُ به القَتَبُ يسمى الإِسارَ، وجمعه أُسُرٌ؛ وقَتَبٌ مَأْسور

وأَقْتابٌ مآسير‏.‏

والإِسارُ‏:‏ الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ، ومنه سمي الأَسير، وكانوا

يشدّونه بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به‏.‏ يقال‏:‏

أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وإساراً، فهو أَسير ومأْسور، والجمع أَسْرى

وأُسارى‏.‏ وتقول‏:‏ اسْتَأْسِرْ أَي كن أَسيراً لي‏.‏ والأَسيرُ‏:‏ الأَخِيذُ، وأَصله

من ذلك‏.‏ وكلُّ محبوس في قدٍّ أَو سِجْنٍ‏:‏ أَسيرٌ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ويطعمون

الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً؛ قال مجاهد‏:‏ الأَسير المسجون، والجمع أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى‏.‏ قال ثعلب‏:‏ ليس الأَسْر بعاهة

فيجعل أَسرى من باب جَرْحى في المعنى، ولكنه لما أُصيب بالأَسر صار

كالجريح واللديغ، فكُسِّرَ على فَعْلى، كما كسر الجريح ونحوه؛ هذا معنى قوله‏.‏

ويقال للأَسير من العدوّ‏:‏ أَسير لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار، وهو القِدُّ لئلا يُفلِتَ‏.‏ قال أَبو إِسحق‏:‏ يجمع الأَسير أَسرى، قال‏:‏ وفَعْلى جمع

لكل ما أُصيبوا به في أَبدانهم أَو عقولهم مثل مريض ومَرْضى وأَحمق

وحمَقْى وسكران وسَكْرى؛ قال‏:‏ ومن قرأَ أَسارى وأُسارى فهو جمع الجمع‏.‏ يقال‏:‏

أَسير وأَسْرَى ثم أَسارى جمع الجمع‏.‏ الليث‏:‏ يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً

وأُسِر بالإِسار، والإِسار الرِّباطُ، والإِسارُ المصدر كالأَسْر‏.‏

وجاءَ القوم بأَسْرِهم؛ قال أَبو بكر‏:‏ معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم‏.‏

والأَسْرِ في كلام العرب‏:‏ الخَلْقُ‏.‏ قال الفراء‏:‏ أُسِرَ فلانٌ أَحسن

الأَسر أَي أَحسن الخلق، وأَسرَهَ الله أَي خَلَقَهُ‏.‏ وهذا الشيءُ لك بأَسره

أَي بِقدِّه يعني كما يقال برُمَّتِه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تَجْفُو القبيلة

بأَسْرِها أَي جميعها‏.‏ والأَسْرُ‏:‏ سِدَّة الخَلْقِ‏.‏ ورجل مأْسور ومأْطور‏:‏

شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال، وكذلك الدابة‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ نحن خلقناهم

وشددنا أَسْرَهم؛ أَي شددنا خَلْقهم، وقيل‏:‏ أَسرهم مفاصلهم؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ مَصَرَّتَيِ البَوْل والغائط إِذا خرج الأَذى تَقَبَّضَتا، أَو

معناه أَنهما لا تسترخيان قبل الإِرادة‏.‏ قال الفراء‏:‏ أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ

الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر، ويقال‏:‏ فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إِذا

كان معصوب الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ؛ وقال العجاج يذكر رجلين كانا

مأْسورين فأُطلقا‏:‏ فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ، مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ‏.‏

يعني شُرِّفا بعد ضيق كانا فيه‏.‏ وقوله‏:‏ من إِسارٍ وأَسَرٍ، أَراد‏:‏

وأَسْرٍ، فحك لاحتياجه إِليه، وهو مصدر‏.‏ وفي حديث ثابت البُناني‏:‏ كان داود، عليه السلام، إِذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا يشدّها إِلاَّ

الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ‏.‏

والأَسْرُ‏:‏ القوة والحبس؛ ومنه حديث الدُّعاء‏:‏ فأَصْبَحَ طَلِيقَ

عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك؛ الإِسارُ، بالكسر‏:‏ مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً

وإِساراً، وهو أَيضاً الحبل والقِدُّ الذي يُشدّ به الأَسير‏.‏

وأُسْرَةُ الرجل‏:‏ عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ زنى رجل في أُسْرَةٍ من الناس؛ الأُسْرَةُ‏:‏ عشيرة الرجل وأَهل

بيته‏.‏ أُسِرَ بَوْلُه أَسْراً‏:‏ احْتَبَسَ، والاسم الأَسْرُ والأُسْرُ، بالضم، وعُودُ أُسْرٍ، منه‏.‏

الأَحْمر‏:‏ إِذا احتبس الرجل بَوْله قيل‏:‏ أَخَذَه الأُسْرُ، وإِذا

احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ، وهو الذي يُعالَجُ به الإِنسانُ إِذا احْتَبَسَ بَوْلُه‏.‏ قال‏:‏ والأُسْرُ

تَقْطِيرُ البول وحزُّ في المثانة وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ‏.‏ يقال‏:‏

أَنالَه اللهُ أُسْراً‏.‏ وقال الفراء‏:‏ قيل عود الأُسْر هو الذي يُوضَعُ على بطن

المأْسور الذي احْتَبَسَ بوله، ولا تقل عود اليُسْر، تقول منه أُسِرَ

الرجل فهو مأْسور‏.‏ وفي حديث أَبي الدرداء‏:‏ أَن رجلاً قال له‏:‏ إِنَّ أَبي

أَخَذه الأُسر يعني احتباس البول‏.‏

وفي حديث عُمر‏:‏ لا يُؤُسَر في الإِسلام أَحد بشهادة الزور، إِنا لا نقبل

العُدول، أَي لا يُحْبس؛ وأَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ، وهي قَدْر ما

يُشَدُّ به الأَسير‏.‏

وتآسِيرُ السَّرْجِ‏:‏ السُّيور التي يُؤُسَرُ بها‏.‏

أَبو زيد‏:‏ تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إِذا اعتلّ وأَبطأَ؛ قال

أَبو منصور‏:‏ هكذا رواه ابن هانئ عنه، وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه عنه

بالنون‏:‏ تأَسَّنَ، وهو وهمٌ والصواب بالراءِ‏.‏

أشر‏:‏ الأَشَرُ‏:‏ المَرَح‏.‏ والأَشَرُ‏:‏ البَطَرُ‏.‏

أَشِرَ الرجلُ، بالكسر، يَأْشَرُ أَشَراً، فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ

وأَشْرانُ‏:‏ مَرِحَ‏.‏ وفي حديث الزكاة وذكر الخيل‏:‏ ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً

ومَرَحاً؛ البَطَرُ‏.‏ وقيل‏:‏ أَشَدُّ البَطَر‏.‏ وفي حديث الزكاة أَيضاً‏:‏ كأَغَذِّ

ما كانت وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه؛ قال ابن الأَثير‏:‏

هكذا رواه بعضهم، والرواية‏:‏ وأَبْشَرِه‏.‏ وفي حديث الشعْبي‏:‏ اجتمع جَوارٍ

فَأَرِنَّ وأَشِرْنَ‏.‏ ويُتْبعُ أَشِرٌ فيقال‏:‏ أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ

أَفْرانُ، وجمع الأَشِر والأَشُر‏:‏ أَشِرون وأَشُرون، ولا يكسَّران لأن التكسير في هذين البناءَين قليل، وجمع أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران

وسُكارى؛ أَنشد ابن الأَعرابي لمية بنت ضرار الضبي ترثي أَخاها‏:‏

لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بَعْدَ امْرِئٍ

بوادي أَشائِنَ، إِذْلالَها

كَريمٍ نثاهُ وآلاؤُه، وكافي العشِيرَةِ ما غالَها

تَراه على الخَيْلِ ذا قُدْمَةٍ، إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالهَا

وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارى بها، وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها

أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها، وهو بالزاي، وغَلِطَ بعضهم

فرواه بالراء‏.‏ وإِذْلالها‏:‏ مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قال تُذِلُّ إِذْلالها‏.‏

ورجل مِئْشِيرٌ وكذلك امرأَةٌ مِئْشيرٌ، بغير هاء‏.‏ وناقة مِئْشِير

وجَواد مِئْشِير‏:‏ يستوي فيه المذكر والمؤَنث؛ وقول الحرث بن حلِّزة‏:‏

إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً، فَساقَتْـ *** ـهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ

هي فَعْلاءُ من الأَشَر ولا فعل لها‏.‏ وأَشِرَ النخل أَشَراً كثُر

شُرْبُه للماء فكثرت فراخه‏.‏

وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار، مهموز‏:‏ نَشَرها، والمئشار‏:‏ ما أُشِرَ به‏.‏

قال ابن السكيت‏:‏ يقال للمِئشار الذي يقطع به الخشب مِيشار، وجمعه

مَواشِيرُ من وَشَرْتُ أَشِر، ومِئْشارٌ جمعه مآشِيرُ من أَشَرْت آشِرُ‏.‏ وفي حديث صاحب الأُخْدود‏:‏ فوضع المِئْشارَ على مَفْرَِقِ رأْسه؛ المِئْشارُ، بالهمز‏:‏ هو المِنْشارُ، بالنون، قال‏:‏ وقد يترك الهمز‏.‏ يقال‏:‏ أَشَرْتُ

الخَشَبة أَشْراً، ووَشَرْتُهَا وَشْراً إِذا شَقْقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً، ويجمع على مآشيرَ وموَاشير؛ ومنه الحديث‏:‏ فقطعوهم بالمآشير أَي

بالمناشير؛ وقول الشاعر‏:‏

لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه، أَناشِرَ لا زالَتْ يَمِينُك آشرَه

أَراد‏:‏ لا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما قال عز وجل‏:‏

خُلِقَ من ماء دافق؛ أَي مدفوق‏.‏ ومثلُ قوله عز وجل‏:‏ عيشة راضية؛ أَي

مَرْضِيَّة؛ وذلك أَن الشاعر إِنما دعا على ناشرة لا له، بذلك أَتى الخبر، وإِياه

حكت الرواة، وذو الشيء قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً؛ قال ابن بري‏:‏

هذا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَيْبان وكان قتله

ناشرة، وهو الذي رباه، قتله غدراً؛ وكان همام قد أَبْلي في بني تَغْلِبَ في حرب البسوس وقاتل قتالاً شديداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلى رحله يستسقي، وناشرة عند رحله، فلما رأَى غفلته طعنه بحربة فقتله وهَرَب إِلى بني تغلب‏.‏

وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها‏:‏ التحريز الذي فيها يكون خِلْقة

ومُسْتَعملاً، والجمع أُشُور؛ قال‏:‏

لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ، وغُرُّ ثَنَايا، لم تُفَلَّلْ أُشُورُها

وأُشَرُ المِنْجَل‏:‏ أَسنانُه، واستعمله ثعلب في وصف المِعْضاد فقال‏:‏

المِعْضاد مثل المنْجل ليست له أُشَر، وهما على التشبيه‏.‏

وتأْشير الأَسنان‏:‏ تحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها‏.‏ ويقال‏:‏ بأَسنانه أُشُر

وأُشَر، مثال شُطُب السيف وشُطَبِه، وأُشُورٌ أَيضاً؛ قال جميل‏:‏

سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره

وقد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها‏:‏

حَزَّزتها‏.‏ والمُؤُتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كلتاهما‏:‏ التي تدعو إِلى أَشْر

أَسنانها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لُعِنتَ المأْشورةُ والمستأْشِرة‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏

الواشِرَةُ المرأَة التي تَشِرُ أَسنانها، وذلك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها

حتى يكون لها أُشُر، والأُشُر‏:‏ حِدَّة ورِقَّة في أَطراف الأَسنان؛ ومنه

قيل‏:‏ ثَغْر مؤُشَّر، وإِنما يكون ذلك في أَسنان الأَحداث، تفعله المرأَة

الكبيرة تتشبه بأُولئك؛ ومنه المثل السائر‏:‏ أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ

فَكَيْفَ أَرْجُوكِ‏.‏

بِدُرْدُرٍ‏؟‏ وذلك أَن رجلاً كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه

يوماً يرقصه ويقول‏:‏ يا حبذا دَرادِرُك فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فهتمت

أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها‏:‏ أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف بِدُرْدُر‏.‏

والجُعَلُ‏:‏ مُؤَشَّر العَضُدَيْن‏.‏ وكلُّ مُرَقَّقٍ‏:‏ مُؤَشَّرٌ؛ قال عنترة

يصف جُعلاً‏:‏

كأَنَّ مؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلاً

هَدُوجاً، بَيْنَ أَقْلِبَةً مِلاحِ

والتَّأْشِيرة‏:‏ ما تَعَضُّ به الجَرادةُ‏.‏ والتَّأْشِير‏:‏ شوك ساقَيْها‏.‏

والتَّأْشْيرُ والمِئْشارُ‏:‏ عُقْدة في رأْس ذنبها كالمِخْلبين وهما

الأُشْرَتان‏.‏

أصر‏:‏ أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً‏:‏ كسره وعَطَفه‏.‏ والأَصْرُ

والإِصْرُ‏:‏ ما عَطَفك على شيء‏.‏ والآصِرَةُ‏:‏ ما عَطَفك على رجل من رَحِم أَو

قرابة أَو صِهْر أَو معروف، والجمع الأَواصِرُ‏.‏ والآصِرَةُ‏:‏ الرحم لأَنها

تَعْطِفُك‏.‏ ويقال‏:‏ ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَة أَي ما يَعْطِفُني عليه

مِنَّةٌ ولا قَرَابة؛ قال الحطيئة‏:‏

عَطَفُوا عليّ بِغَير آ

صِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ

أَي عطفوا عليّ بغير عَهْد أَو قَرَابَةٍ‏.‏ والمآصِرُ‏:‏ هو مأْخوذ من آصِرَةِ العهد إِنما هو عَقْدٌ ليُحْبَس به؛ ويقال للشيء الذي تعقد به الأَشياء‏:‏ الإِصارُ، من هذا‏.‏ والإِصْرُ‏:‏ العَهْد الثقيل‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وأَخذتم

على ذلكم إصْري؛ وفيه‏:‏ ويضع عنهم إصْرَهم؛ وجمعه آصْارً لا يجاوز به أَدني العدد‏.‏ أَبو زيد‏:‏ أَخَذْت عليه إِصْراً وأَخَذْتُ منه إِصْراً أَي

مَوْثِقاً من الله تعالى‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏ ربَّنا ولا تَحْمِلْ علينا

إِصْراً كما حملته على الذين من قبلنا؛ الفرّاء‏:‏ الإِصْرُ العهد؛ وكذلك قال في قوله عز وجل‏:‏ وأَخذتم على ذلكم إِصري؛ قال‏:‏ الإِصر ههنا إِثْمُ العَقْد

والعَهْدِ إِذا ضَيَّعوه كما شدّد على بني إِسرائيل‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ ولا

تحمل علينا إِصْراً؛ أَي أَمْراً يَثْقُل علينا كما حملته على الذين من قبلنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائيل من قتل أَنفسهم أَي لا تمنحنّاَ بما

يَثْقُل علينا أَيضاً‏.‏ وروي عن ابن عباس‏:‏ ولا تحمل علينا إِصراً، قال‏:‏ عهداً

لا نفي به وتُعَذِّبُنا بتركه ونَقْضِه‏.‏ وقوله‏:‏ وأَخذتم على ذلكم إِصري، قال‏:‏ مِيثاقي وعَهْدي‏.‏ قال أَبو إِسحق‏:‏ كلُّ عَقْد من قَرابة أَو عَهْد، فهو إِصْر‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ ولا تحمل علينا إِصراً؛ أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ

تَشُقُّ علينا‏.‏ وقوله‏:‏ ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم؛ أَي ما عُقِدَ من عَقْد

ثقيل عليهم مثل قَتْلِهم أَنفسهم وما أَشْبه ذلك من قَرض الجلد إِذا

أَصابته النجاسة‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ من حَلَف على يمين فيها إِصْر فلا كفارة

لها؛ يقال‏:‏ إِن الإِصْرَ أَنْ يَحْلف بطلاق أَو عَتاق أَو نَذْر‏.‏ وأَصل

الإِصْر‏:‏ الثِّقْل والشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَيمان وأَضْيَقُها

مَخْرَجاً؛ يعني أَنه يجب الوفاء بها ولا يُتَعَوَّضُ عنها بالكفارة‏.‏ والعَهْدُ

يقال له‏:‏ إِصْر‏.‏ وفي الحديث عن أَسلم بن أَبي أَمامَة قال‏:‏ قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسلَ وغدا وابْتَكر

ودَنا فاستْمَع وأَنْصَت كان له كِفْلانِ من الأَجْر، ومن غَسّل واغْتسل

وغدا وابْتَكر ودنا ولَغَا كان له كِفْلانِ مِنَ الإِصْر؛ قال شمر‏:‏ في الإِصْر إثْمُ العَقْد إذا ضَيَّعَه‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ الإصْرُ العهد الثقيلُ؛ وما كان عن يمين وعَهْد، فهو إِصْر؛ وقيل‏:‏ الإِصْرُ الإِثْمُ والعقوبةُ

لِلَغْوِه وتَضْييِعهِ عَمَلَه، وأَصله من الضيق والحبس‏.‏ يقال‏:‏ أَصَرَه

يَأْصِرُه إِذا حَبَسه وضَيَّقَ عليه‏.‏ والكِفْلُ‏:‏ النصيب؛ ومنه الحديث‏:‏ من كَسَب مالاً من حَرام فَأَعْتَقَ منه كان ذلك عليه إِصْراً؛ ومنه الحديث

الآخر‏:‏ أَنه سئل عن السلطان قال‏:‏ هو ظلُّ الله في الأَرض فإِذا أَحسَنَ

فله الأَجرُ وعليكم الشُّكْر، وإِذا أَساءَ فعليه الإِصْرُ وعليكم

الصَّبْر‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ من حلف على يمين فيها إِصْر؛ والإِصر‏:‏ الذَّنْب

والثَّقْلُ، وجمعه آصارٌ‏.‏

والإِصارُ‏:‏ الطُّنُبُ، وجمعه أُصُر، على فُعُل‏.‏

والإِصارُ‏:‏ وَتِدٌ قَصِيرُ الأَطْنَابِ، والجمع أُصُرٌ وآصِرَةٌ، وكذلك

الإِصارَةُ والآصِرَةُ‏.‏

والأَيْصَرُ‏:‏ جُبَيْلٌ صغير قَصِير يُشَدُّ به أَسفَلُ الخباء إِلى

وَتِدٍ، وفيه لغةٌ أَصارٌ، وجمع الأَيْصَر أَياصِرُ‏.‏ والآصِرَةُ والإِصارُ‏:‏

القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرجل، والسين فيه لغة؛ وقوله أَنشده ثعلب عن

ابن الأَعرابي‏:‏

لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةِ، ولا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَلِيلِ

فسره فقال‏:‏ لا أَرْضَى من الوُدّ بالضعيف، ولم يفسر الآصِرَةَ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه إِنما عنى بالآصرة الحَبْلَ الصغير الذي يُشدّ به أَسفلُ الخِباء، فيقول‏:‏ لا أَتعرّض لتلك المواضع أَبْتَغي زوجةَ خليل ونحو

ذلك، وقد يجوز أَن يُعَرِّضَ به‏:‏ لا أَتَعَرَّضُ لمن كان من قَرابة خليلي

كعمته وخالته وما أَشبه ذلك‏.‏ الأَحمر‏:‏ هو جاري مُكاسِري ومُؤَاصِري أَي

كِسْرُ بيته إِلى جَنْب كِسْر بيتي، وإِصارُ بيتي إِلى جنب إِصار بَيْته، وهو الطُّنُبُ‏.‏ وحَيٌّ مُتآصِرُون أَي متجاورون‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الإِصْرانِ

ثَقْبَا الأُذنين؛ وأَنشد‏:‏

إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حِينَ أَرْجُو رِفْدَه

غَمْراً، لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ

جمع على فِعْلان‏.‏ قال‏:‏ الأَقْطَعُ الأَصَمُّ، والإِصرانُ جمع إِصْرٍ‏.‏

والإِصار‏:‏ ما حواه المِحَشُّ من الحَشِيش؛ قال الأَعشى‏:‏

فَهذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا، ويَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنَّ الإِصارا

والأَيْصَر‏:‏ كالإِصار؛ قال‏:‏

تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشِّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ، وكُنَّا أُناساً يَعْلِفُون الأَياصِرا

ورواه بعضهم‏:‏ الشعير عشية‏.‏ والإِصارُ‏:‏ كِساء يُحَشُّ فيه‏.‏

وأَصَر الشيءَ يأْصِرُه أَصْراً‏:‏ حبسه؛ قال ابن الرقاع‏:‏

عَيْرانَةٌ ما تَشَكَّى الاَّصْرَ والعَمَلا

وكَلأٌ آصِرٌ‏:‏ حابِس لمن فيه أَو يُنْتَهَى إِليه من كثرته‏.‏ الكسائي‏:‏

أَصَرني الشيءُ يأْصِرُني أَي حبسني‏.‏ وأَصَرْتُ الرجلَ على ذلك الأَمر أَي

حبسته‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَصَرْتُه عن حاجته وعما أَرَدْتُه أَي حبسته، والموضعُ مَأْصِرٌ ومأْصَر، والجمع مآصر، والعامة تقول معاصر‏.‏

وشَعَرٌ أَصِير‏:‏ مُلْتَفٌّ مجتمع كثير الأَصل؛ قال الراعي‏:‏

ولأَتْرُكَنَّ بحاجِبَيْكَ عَلامةً، ثَبَتَتْ على شَعْرٍ أَلَفَّ أَصِيرِ

وكذلك الهُدْب، وقيل‏:‏ هو الطَّويلُ الكثيف؛ قال‏:‏

لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ

المنامة هنا‏:‏ القَطِيفةُ يُنام فيها‏.‏ والإِصارُ والأَيْصَر‏:‏ الحشيش

المجتمع، وجمعه أَياصِر‏.‏ والأَصِيرُ‏:‏ المتقارب‏.‏ وأْتَصَر النَّبْتُ

ائْتِصاراً إِذا الْتَفَّ‏.‏ وإِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَي عددهم كثير؛ قال

سلمة

بن الخُرْشُب يصف الخيل‏:‏

يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّر

إلى عُنُنٍ، مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ

يريد‏:‏ خيلاً رُبِطَتْ بأَفنيتهم‏.‏ والعُنُنُ‏:‏ كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ

من الريح والبرد‏.‏ والأَواصِرُ‏:‏ الأَواخي والأَواري، واحِدَتُها آصِرَة؛ وقال آخر‏:‏

لَها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وَجُلٌّ، وسِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ

وفي كتاب أَبي زيد‏:‏ الأَباصِرُ الأَكْسِيَة التي مَلَؤُوها من الكَلإِ

وشَدُّوها، واحِدُها أَيْصَر‏.‏ وقال‏:‏ مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيْصَرُه أَي من كثرته‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ الأَيْصَرُ كساء فيه حشيش يقال له الأَيْصَر، ولا

يسمى الكساءُ أَيْصَراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيش، ولا يسمى ذلك

الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكون في ذلك الكساء‏.‏ ويقال‏:‏ لفلان مَحَشٌّ لا يُجَزُّ

أَيصره أَي لا يُقْطَع‏.‏

والمَأْصِر‏:‏ محبس يُمَدُّ على طريق أَو نهر يُؤْصَرُ به السُّفُنُ

والسَّابِلَةُ أَي يُحْبَس لتؤخذ منهم العُشور‏.‏

أطر‏:‏ الأَطْرُ‏:‏ عَطْفُ الشيءِ تَقْبِضُ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ

فَتُعَوِّجُه؛ أَطَرَه يأْطِرُهُ ويأْطُرُه أَطراً فَانْأَطَرَ انْئِطاراً

وأَطَّرَه فَتَأَطَّر‏:‏ عطَفه فانعطف كالعُود تراه مستديراً إِذا جمعت بين طرفيه؛ قال أَبو النجم يصف فرساً‏:‏

كَبْداءُ قَعْشَاءُ على تَأْطِيرِها

وقال المغيرة بن حَبْنَاءَ التميمي‏:‏

وأَنْتُمْ أُناسٌ تَقْمِصُونَ من القَنا، إِذا ما رَقَى أَكْتَافَكُمْ وتَأَطَّرا أَي إِذا انْثنى؛ وقال‏:‏

تأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه، وقدْ لَحَّ مِنْ أَحْمالِهنَّ شُجُون

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو إِسرائيل

والمعاصي فقال‏:‏ لا والذي نفسي بيده حتى تأْخذوا على يَدَي الظالم وتَأْطِرُوهُ على الحق أَطْراً؛ قال أَبو عمرو وغيره‏:‏ قوله تَأْطِرُوه على الحق يقول

تَعْطِفُوه عليه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ من غريب ما يحكى في هذا الحديث عن

نفطويه أَنه قال‏:‏ بالظاء المعجمة من باب ظأَر، ومنه الظِّئْرُ وهي

المرضِعَة، وجَعَلَ الكلمة مقلوبةً فقدّم الهمزة على الظاء وكل شيء عطفته على

شيء، فقد أَطَرْته تَأْطِرُهُ أَطْراً؛ قال طرفة يذكر ناقة وضلوعها‏:‏

كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفانِها، وأَطْرَ قِسِيٍّ، تحتَ صُلْبٍ مُؤَبَّد

شبه انحناء الأَضلاع بما حُني مِن طرَفي القَوْس؛ وقال العجاج يصف

الإِبل‏:‏

وباكَرَتْ ذَا جُمَّةٍ نَمِيرا، لا آجِنَ الماءِ ولا مَأْطُورا

وعَايَنَتْ أَعْيُنُها تامُورَا، يُطِيرُ عَنْ أَكتافِها القَتِيرا

قال‏:‏ المأْطور البئر التي قد ضَغَطَتْها بئر إِلى جنبها‏.‏ قال‏:‏ تَامُورٌ

جُبَيْل صَغير‏.‏ والقَتِيرُ‏:‏ ما تطاير من أَوْبارِها، يَطِيرُ مِنْ شِدَّة

المزاحَمَة‏.‏ وإِذا كان حالُ البِئر سَهْلاً طُوي بالشجر لئلا ينهدم، فهو مأْطور‏.‏ وتَأَطَّرَ الرُّمحُ‏:‏ تَثَنَّى؛ ومنه في صفة آدم، عليه السلام‏:‏

أَنه كان طُوالاً فَأَطَرَ اللهُ منه أَي ثَنَاه وقَصَّره ونَقَصَ من طُوله‏.‏ يقال‏:‏ أَطَرْتُ الشيء فَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ أَي انْثَنَى‏.‏ وفي حديث

ابن مسعود‏:‏ أَتاه زياد

بن عَديّ فأَطَرَه إِلى الأَرض أَي عَطَفَه؛ ويروى‏:‏ وَطَدَه، وقد تقدّم‏.‏

وأَطْرُ القَوْسِ والسَّحاب‏:‏ مُنحناهُما، سمي بالمصدر؛ قال‏:‏

وهاتِفَةٍ، لأَطْرَيْها حَفِيفٌ، وزُرْقٌ، في مُرَكَّبَةٍ، دِقاقُ

ثنَّاه وإن كان مصدراً لأَنه جعله كالاسم‏.‏ أَبو زيد‏:‏ أَطَرْتُ القَوْسَ

آطِرُها أَطْراً إِذا حَنَيْتَها‏.‏

والأَطْرُ‏:‏ كالاعْوِجاج تراه في السحاب؛ وقال الهذلي‏:‏

أَطْرُ السَّحاب بها بياض المِجْدَلِ

قال‏:‏ وهو مصدر في معنى مفعول‏.‏ وتَأَطَّرَ بالمكان‏:‏ تَحَبَّسَ‏.‏

وتَأَطَّرَتِ المرأَةُ تَأَطُّراً‏:‏ لزمت بيتها وأَقامت فيه؛ قال عمر بن أَبي

ربيعة‏:‏تَأَطَّرْنَ حَتى قُلْنَ‏:‏ لَسْنَ بَوارِحاً، وذُبْنَ كما ذابَ السَّدِيفُ المُسَرْهَدُ

والمأْطورة‏:‏ العُلْبَة يُؤْطَرُ لرأْسها عُودٌ ويُدارُ ثم يُلْبَسُ

شَفَتَها، وربما ثُنِيَ على العود المأْطور أَطرافُ جلد العلبة فَتَجِفُّ

عليه؛ قال الشاعر‏:‏

وأَوْرَثَكَ الرَّاعِي عُبَيْدٌ هِرَاوَةً، ومَأْطُورَةً فَوْقَ السَّوِيَّةِ مِنْ جِلدِ

قال‏:‏ والسوية مرْكبٌ من مراكب النساء‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ التأْطير أن تبقى الجارية زماناً في بيت أَبويها لا تتزوَّج‏.‏

والأُطْرَةُ‏:‏ ما أَحاط بالظُّفُرِ من اللحم، والجمعُ أُطَرٌ وإِطارٌ؛ وكُلُّ ما أَحاط بشيء، فَهُوَ لَهُ أُطْرَةٌ وإِطارٌ‏.‏ وإِطارُ الشَّفَةِ‏:‏

ما يَفْصِلُ بينها وبين شعرات الشارب، وهما إِطارانِ‏.‏ وسئل عمر ابن عبد

العزيز عن السُّنَّة في قص الشارب، فقال‏:‏ نَقُصُّهُ حتى يَبْدُوَ الإِطارُ‏.‏

قال أَبو عبيد‏:‏ الإِطارُ الحَيْدُ الشاخص ما بين مَقَصِّ الشارب والشفة

المختلطُ بالفم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يعني حرف الشفة الأَعلى الذي يحول بين

منابت الشعر والشفة‏.‏ وإِطارُ الذَّكَرِ وأُطْرَتُه‏:‏ حَرْفُ حُوقِه‏.‏

وإِطارُ السَّهْم وأُطْرتُه‏:‏ عَقَبَةٌ تُلْوى عليه، وقيل‏:‏ هي العَقَبَةُ التي

تَجْمَعُ الفُوقَ‏.‏ وأَطَرَه يَأْطِرُهُ أَطْراً‏:‏ عمل له إِطاراً ولَفَّ

على مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَةً‏.‏ والأُطْرَةُ، بالضم‏:‏ العَقَبَةُ التي

تُلَفُّ على مجمع الفُوقِ‏.‏ وإِطارُ البيتِ‏:‏ كالمِنطَقَة حَوله‏.‏ والإِطارُ‏:‏

قُضْبانُ الكرم تُلْوى للتعريش‏.‏ والإِطارُ‏:‏ الحلقة من الناس لإِحاطتهم بما

حَلَّقُوا به؛ قال بشر بن أَبي خازم‏:‏

وحَلَّ الحَيُّ، حَيُّ بني سُبَيْعٍ، قُراضِبَةً، ونَحْنُ لَهم إِطارُ

أَي ونحن مُحْدِقُون بهم‏.‏ والأُطْرَةُ‏:‏ طَرَفُ الأَبْهَرِ في رأْس

الحَجَبَةِ إِلى منتهى الخاصرة، وقيل‏:‏ هي من الفرس طَرَفُ الأَبْهَرِ‏.‏ أَبو

عبيدة‏:‏ الأُطْرَةُ طَفِطَفَة غليظة كأَنها عَصَبَةٌ مركبة في رأْس

الحَجَبَةِ وضِلَعِ الخَلْفِ، وعند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِينُ الأُطْرَةُ، ويستحب

للفرس تَشنُّجُ أُطْرتِهِ؛ وقوله‏:‏

كأَنَّ عَراقِيبَ القَطا أُطُرٌ لهَا، حَدِيثٌ نَواحِيها بِوَقْعٍ وصُلَّبِ

يصف النِّصَالَ‏.‏ والأُطُرُ على الفُوقِ‏:‏ مثل الرِّصافِ على الأَرْعاظِ‏.‏

الليث‏:‏ والإِطارُ إِطارُ الدُّفّ‏.‏ وإِطارْ المُنْخُلِ‏:‏ خَشَبُهُ‏.‏ وإِطارُ

الحافر‏:‏ ما أَحاط بالأَشْعَرِ، وكلُّ شيء أَحاط بشيء، فهو إِطارٌ له؛ ومنه صفة شعر عليّ‏:‏ إِنما كان له إِطارٌ أَي شعر محيط برأْسه ووسطُه

أَصلَعُ‏.‏ وأُطْرَة الرَّمْلِ‏:‏ كُفَّتُه‏.‏

والأَطِيرُ‏:‏ الذَّنْبُ، وقيل‏:‏ هو الكلام والشرّ يجيء من بعيد، وقيل‏:‏

إِنما سمي بذلك لإِحاطته بالعُنُق‏.‏ ويقال في المثل‏:‏ أَخَذَني بأَطِيرِ غيري؛ وقال مسكين الدارمي‏:‏

أَبَصَّرْتَني بأَطِير الرِّجال، وكلَّفْتَني ما يَقُولُ البَشَرْ‏؟‏

وقال الأَصمعي‏:‏ إِن بينهم لاَّواصِرَ رَحِمٍ وأَواطِرَ رَحِمٍ وعَواطِفَ

رَحِمٍ بمعنى واحد؛ الواحدة آصِرةٌ وآطِرَةٌ‏.‏

وفي حديث عليّ‏:‏ فَأَطَرْتُها بين نسائي أَي شققتها وقسمتها بينهنُّ، وقيل‏:‏ هو من قولهم طار له في القسمة كذا أَي وقع في حصته، فيكون من فصل

الطاء لا الهمزة‏.‏

والأُطْرَة‏:‏ أَن يُؤخذ رمادٌ ودَمٌ يُلْطَخ به كَسْرُ القِدْرِ ويصلح؛ قال‏:‏

قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ، وأَطْعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَهْ

أفر‏:‏ الأَفْرُ‏:‏ العَدْوُ‏.‏

أَفَرَ يَأْفِرُ أَفْراً وأُفُوراً‏:‏ عَدَا وَوَثَبَ؛ وأَفَرَ أَفْراً، وأَفِرَ أَفَراً‏:‏ نَشِطَ‏.‏ ورجل أَفَّارٌ ومِئفَرٌ إِذا كان وَثَّاباً

جَيِّدَ العَدْوِ‏.‏ وأَفَرَ الظَّبْيُ وغيره، بالفتح، يَأْفِرُ أُفُوراً أَي

شَدَّ الإِحْضَارَ‏.‏ وأَفَرَ الرَّجلُ أَيضاً أَي خَفَّ في الخِدْمَةِ‏.‏

وأَفِرَتِ الإِبل أَفْراً واسْتَأْفَرَت اسْتِئْفَاراً إِذا نَشِطَتْ

وسَمِنَتْ‏.‏ وأَفِرَ البعيرُ، بالكسر، يأْفَرُ أَفَراً أَي سَمِنَ بعد الجَهْدِ‏.‏

وأَفَرَتِ القِدْرُ تَأْفِرُ أَفْراً‏:‏ اشتد غليانها حتى كأَنها تنِزُّ؛ وقال الشاعر‏:‏

بَاخُوا وقِدْرُ الحَرْبِ تَغلي أَفْرا

والمِئْفَرُ من الرجال‏:‏ الذي يسعى بين يدي الرجل ويَخْدمهُ، وإِنه

لَيَأْفِرُ بين يديه، وقد اتخذه مِئفَراً‏.‏ والمِئفَرُ‏:‏ الخادم‏.‏

ورجل أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرانُ أَفْرانُ أَي بَطِرٌ، وهو إِتباع‏.‏

وأُفُرَّة الشَّرِّ‏.‏ والحَرِّ

والشِّتاء، وأَفُرَّتُه‏:‏ شدَّته‏.‏ وقال الفراء‏:‏ أُفُرَّة الصيف أَوّله‏.‏

ووقع في أُفُرَّةٍ أَي بلِية وشدة‏.‏ والأُفُرّة الجماعة ذاتُ الجَلَبَةِ، والناس في أُفُرَّة، يعني الاختلاطَ‏.‏ وأَفَّارٌ‏:‏ اسم‏.‏

أقر‏:‏ الجوهري‏:‏ أُقُرٌ مَوْضِعٌ؛ قال ابن مقبل‏:‏

وتَرْوَةٍ من رجالٍ لو رأَيْتَهُمُ، لَقُلْتَ‏:‏ إحدى حِراج الجَرِّ من أُقُر